(33)

[ل 3/ أ] الحمدُ لله المحمودِ ونعمتُه السَّابغة، المعبودِ وحجَّتُه البالغة، المرجوِّ [ورحمتُه السائغة] (?) المخشيِّ ونِقَمُه الدَّامغة. أحمده سبحانه وأشكرُه، وأتوب [إلى] (?) الله وأستغفِرُه. وأشهد [ألَّا إله إلا الله] وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه. اللهم فصلِّ وسلِّم على عبدك ونبيِّك [سيِّدنا محمَّد] وعلى آله وصَحْبِه.

أما بعدُ، فأوصيكم - عبادَ الله - ونفسي بتقوى الله، فاتَّقُوه. وأحذِّركم [من] معصيته، فلا تعصُوه. واحرِصُوا على ما يُقرِّبُكم إليه، وينفَعُكم يومَ عرضِكم عليه، و [تكون] (?) لكم الحسنى وزيادة لديه. فقد علمتم أنَّ هذه الدار فانية، وأنَّ الآخرة هي الباقية. كيف نُحِبُّ الدنيا وهي دار الغرور والفَنا، ومآلها إلى العَنا؟ وكيف نرغب عن الآخرة، وهي دار البقاء والغنى؟

ابنَ آدم، أطعتَ أمَلك، فضيَّعت عملَك. ليتك قصَّرت من آمالك، وعملتَ لمآلك. انظُرْ إلى الدنيا معتبرًا: هل دامت لدنيءٍ أو شريف، أو طابت لقويٍّ أو ضعيف؟ كلَّا، والله، إنَّ برقَها لَخُلَّبٌ، وإنَّ نعيمَها لَقُلَّبٌ. إنْ كانت لك لحظةً كانت عليك أيَّامًا، وإنَّ وصلَتْك يومًا هجرتْكَ أعوامًا.

هذا، والموتُ طالب، والقضاءُ غالب. بينا الإنسانُ مسرورٌ بأحبابه وآله، مغرورٌ بصحةِ بدنه وكثرةِ ماله؛ إذ فجِئَه هاذمُ اللذَّاتِ ومفرِّقُ الجماعات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015