بشر، ولا تخافون من عذابِ يوم العرض!
[ل 26] فما لجدودكم من الطاعة ناقصة؟ وما لحظوظكم من الإنابة إلى الله ناكصة؟ وما لأذهانكم فيما لا يعنيكم رائضة (?)، وأنتم تعلمون أن لا حجةَ لكم بالغة، بل ولا داحضة؟ ما لعقولكم لا تعقِلُكم عن المآثم (?)؟ وما لعيونكم لا تكِلُّ من النظر إلى المحارم؟ فأنيبُوا إلى الله إنابةَ المتقين، وتُوبوا إليه توبةَ الصادقين.
والوُوا أعناقكم إلى سماع النصائح، واقبِضُوا أعنَّتكم عن الجري في مهامِه القبائح. فلا يستخِفَّنَّكم الشيطان بدهائِه (?) ومكرِه، ولا تطاوعوا أنفسكم بالغفلة عن طاعة الله وذِكرِه. فازجُروا أنفسَكم، فإنَّها بالزجر جديرة. ودَعُوا المعاصي، فإنَّ مواردها خطيرة. ألم تعلموا أنَّ موردَ الذنوب وخيم، وأنَّ عذابَ الله تعالى أليم، وأنَّ شرابَ أهل النار حميم، ومأواهم نار الجحيم؟
فأقلِعُوا - رحمكم الله - عن الإصرار على (?) العصيانِ لله ربِّ العالمين، {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. فواظِبُوا (?) على طاعتِه تعالى في هذا الشهر الحرام،