مفهمًا ما يفهمه "ما قارب أن يفعل" والعلة في ذاك ظاهرة وهي أنهم لما اعتزموا أن يقدموا على "كاد" حرف النفي - الذي حقه أن يكون متأخرًا عنها - امتنعوا خشية الإلباس من إدخال حرف النفي عليها مقدمًا أصالة.
لكن يظهر لي أنهمَ لم يمتنعوا من ذلك ألبتة، بل قد يأتون به إذا كانت هناك قرينة على المقصود.
والحجة على هذا مفصلًا (?).
وقد يقال: لما وضعوا "كاد" للدلالة على قرب خبرها من اسمها، واشترطوا أن يكون خبرها فعلاً؛ ليكون - لدلالته على الحالية - أدل على القرب المعنوي أكدوا (?) ذلك بالتزام القرب اللفظي، وهو: أن لا يُقَدَّم على الفعل حرف، وقد يشهد لهذا إبعادهم "أَنْ" المصدرية فلا يقولون: "كاد أن يقعد" إلا نادرًا (?)، ولا يلزمهم من الإتيان بـ "أن" نادرًا أن يؤتى بـ "لا" نادرًا لأن الترك هنا دليلٌ على التقديم فوجبت المحافظة عليه (?).