قلت: قد قالوا: "اكْرهَفَّ" (?)، وأصله "اكْفَهرَّ"، وقالوا: أسير مُكَلَّبٌ، وأصله: "مُكَبَّلٌ"، وقالوا: "طِبِّيخ" (?)، وأصله: "بطيخ"، و"تكسَّع" أصله "تسكَّع" (?).

وفي ذلك وجهان:

أحدهما: أن يكونوا بدأوا فقلبوا أصل المادة ثم بنوا الصيغة منها، ففي "تكسع" بدأوا بمادة "س ك ع" فقلبوا فصارت "ك س ع" ثم بنوا منها على ظاهرها صيغة "تفعَّل".

فهكذا في كلمتنا بدأوا بمادة "ن ور" فصيروها "ون ر" ثم بنوا منها على ظاهرها صيغة "فعُّول" ... إلخ.

الثاني: أنهم نزلوا المضعَّف بمنزلة حرفٍ واحد، وكان التضعيفُ صفةً له، كالحركة مثلاً، وعادتهم في القلب أن يعطوا كلًّا من الحرفين صفة الآخر.

أَو قُلْ: يعطون كلا منهما الصفة الصالحة له في موضعه الجديد.

أَو قُلْ: ينقلون الحرف وتبقى صفته، ومنها التضعيف في محلها، فإذا حلَّ الحرف الآخر محله أعطي تلك الصفة محافظة على الصيغة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015