تطلب فيه، وأنْ تأخذ ما تجدُ ولو كقدْرِ تُومة (?)، كذلك ينبغي أن يكون رأيك في طلب العلم" (?).
ومما يَحسُن إيراده ههنا الرسالة التي كتبها ابن فارس الإِمام اللغوي - صاحب المجمل والمقاييس - لأبي عمرو محمَّد بن سعيد الكاتب حينما أنكر على أبي الحسن العجلي تأليفه كتابًا في الحماسة يضاهي به حماسة أبي تمام فقال له - كما في "يتيمة الدهر" للثعالبي (2/ 214) -: " ... فماذا الإنكارُ؟! ولمهْ هذا الاعتراضُ؟! ومَنْ ذا حَظَر على المتأخَّر مضادَّة المتقدّم؟ ولِمهْ تأخذ بقول مَنْ قال: "ما ترك الأول للآخر شيئًا" وتدعُ قول الآخر: "كم ترك الأول للآخر"، وهل الدنيا إلا أزمان، ولكلِّ زمانٍ منها رجال؟ وهل العلوم بعد الأصول المحفوظة إلا خطرات الأوهام ونتائج العقول؟ ومَنْ قَصر الآداب على زمانٍ معلوم، ووَقَفها على وقتٍ محدود؟
ولمهْ لا ينظر الآخِر مثلما نظر الأول حتى يؤلِّف مثل تأليفه، ويجمع مثل جمعه، ويرى في كلِّ مَثَلٍ رَأْيه؟
وما تقول لفقهاء زماننا إذا نزلت بهم من نوادر الأحكام نازلةٌ لم تَخطر على بال مَن كان قبلهم؟
أَوَ ما علمتَ أنَّ لكل قلب خاطرًا, ولكلّ خاطرٍ نتيجة؟ ولِمَهْ جاز أنْ يقال بعد أبي تمام مثل شعره ولم يَجُزْ أنْ يؤلَّف مثل تأليفه؟! ولِمَهْ حجَّرتَ