الحديث مرسل، وشهر تكلم فيه شعبة وغيره، ووثَّقه غير واحد، والله أعلم.

وترجم البخاري في كتاب الجهاد: "باب الكذب في الحرب" (?). وأورد فيه قصة قتل كعب بن الأشرف (?)، وفيها أن محمَّد بن مسلمة رضي الله عنه انتدب لقتله، فذهب وخادع كعبًا، قال له: "إن هذا - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عنَّانا وسألَنا الصدقة". وذكر البخاري القصة في الباب الثاني (?)، وفيها في محاورة محمَّد بن مسلمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند الانتداب لقتل كعب: "فأْذن لي فأقول، فقال: قد فعلت".

ففي هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن لمحمد بن مسلمة أن يقول، يعني أن يقول ما يحتاج إليه في التوصل إلى قتل ابن الأشرف.

وفي "مسند أحمد" (3/ 138) (?): "ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، قال: سمعت ثابتًا يحدث عن أنس قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قال الحجاج بن عِلاط: يا رسول الله! إن لي بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حلٍّ إن نلتُ منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم، فقال: اجمعي ما كان عندك، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمَّد (- صلى الله عليه وسلم -) وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا، أو أصيبت [ص 67] أموالهم، قال: ففشا ذلك ... فجمعت امرأته ما كان عندها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015