ورواه عن أبي سفيان الوليدُ بن مسلم بن شهاب التميمي العنبري فلم يذكرها.
ورواه عن جابر عَمْرو بن دينار وأبو الزُّبير فلم يذكراها.
ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو سعيد الخدري فلم يذكرها.
[ص 19] والظاهر - والله أعلم - أنَّ داود بن رُشيد أو حفص بن غِياث فَهِم من قوله في عامة الروايات: "أصليت" أنَّ المراد: "أصليتَ قبل أن تجيء"، فأدرج هذه الزيادة تفسيرًا أو غلطًا.
وسبب الفهم أنَّ أكثر الروايات تُشعِر أنَّ سبب خطاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لسُليك هو أنَّه رآه دخل المسجد ولم يُصلِّ، فلمَّا قال له: "أصلَّيْتَ؟ " لم يمكن أن يكون المراد: أصليتَ في المسجد؟ فلم يبقَ إلاَّ أن يكون المراد: أصليتَ قبل أن تجيء؟
وهذا الفهم فيه نَظَرٌ من وجوه:
الأول: أنَّ الذي يدلُّ عليه حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ سبب خطاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لسُلَيك هو أنَّه رآه بهيئة بذَّةٍ، فدعاه رجاءَ أنْ يراه الناس بتلك الهيئة فيتصدَّقوا عليه، ثم سأله: "أصلَّيت؟ " لاحتمال أنْ يكون صلَّى قبل أن يدعوه، فقال: لا، فأمره بالصلاة.
وهذا لفظ الحديث عن الإمام أحمد (?): عن أبي سعيد قال: "دخل رجلٌ المسجدَ يومَ الجمعة والنَّبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فدعاه فأمره أن يُصلِّي