وفي "التهذيب" (2/ 13): "روى عن أبي هريرة حديث: "الريح (?) من روح الله". وعنه الزهري. قال النسائي: ثقة. وقال ابن مندة: مشهور من أهل المدينة، رووا له حديثًا واحدًا.

قلت: وقال النسائي: لا أعلم روى عنه غير الزهري".

أقول: عبارة النسائي في الفصل الذي بذيل "كتاب الضعفاء" (?) له: "لا نعلم أحدًا روى ... ولا عن ثابت الزُّرَقي غير الزهري".

أقول: حديثه يشتمل على [ستة] (?) أمور:

الأول: القصة، أن عمر سأل رُفْقته، فلم يجيبوا حتى أدركه أبو هريرة.

ففي هذا أن عمر ورُفْقَتَه لم يكن قد بلغهم الحديث. وليس في هذا ما يُنكَر، ونظائره أكثر من أن تُحْصى.

الثاني: قوله في الحديث: "الريح من رَوْح الله". والمعروف في الرَّوح أنه الرحمة. فقد يقال: كيف هذا والريح قد تكون عذابًا؟ وذلك أظهر من أن يُحتج عليه، وقد ذُكِر في الحديث نفسه.

وقد أُجيب بأجوبة.

والأقرب أن يقال: إن في الحديث اكتفاء، كما في قوله تعالى: {تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]، وفي الحديث: "بيده الخير"، وأشباه ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015