ما حفظ, ومحاولة جعله عن درجته. راجع ص 14 - 50
ثم قال أبو رية "قال الإمام أبو حنيفة: ردّي على كل رجل يحدّث عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بخلاف القرآن ليس ردًا على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تكذيبًا له, ولكنه رد على من يحدّث عنه بالباطل، والتهمة دخلت عليه، ليس على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -, وكل شيء تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلى الرأس والعين، قد آمنا به وشهدنا أنه كما قال، ونشهد أنه لم يأمر بشيء يخالف أمر الله، ولم يبتدع ولم يتقول غير ما قاله 224 والله ولو كان من المتكلفين".
أقول: هذه العبارة من كتاب العالم والمتعلم، وفى نسبته إلى أبي حنيفة ما فيها، والكلام هناك فى مسائل اعتقادية ومخالفه يراها مناقضة. فأما تبين السنة للقرآن بما فيه التفصيل والتخصيص والتقييد ونحوها (كما مر ص 14 و218) فثابت عند الحنفية وغيرهم، سوى خلاف يسير يتضمنه تفصيل مذكور في أصولهم يتوقف فهمه على تدبر عباراتهم ومعرفة اصطلاحاتهم. وبعض مخالفيهم يقول إنهم أنفسهم قد خالفوا ما انفردوا به هناك فى كثير من فروعهم ووافقوا الجمهور. بل زاد الحنفية على الشافعية فقالوا إن السنة المتواترة تنسخ القرآن، وإن الحديث المشهور أيضًا ينسخ القرآن. وكثير من الأحاديث التى يطعن فيها أبو رية هي على اصطلاح الحنفية مشهورة
ثم ختم أبو رية كتابه بنحو ما ابتدأه من إطرائه وتقديمه إلى المثقفين، والبذاءة على علماء الدين، ثم الدعاء والثناء. وانا لا أثني على كتابي، ولا أبرئ نفسي، بل أكل الأمر إلى الله تبارك وتعالى، فهو حسبي ونعم الوكيل. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على خاتم أنبيائه محمد وآله وصحبه.
انتهى بعون الله تعالى جمع هذا الكتاب فى أواخر شهر جمادى الآخرة سنة 1378 والحمد لله رب العالمين
الصفحة الأخيرة من الطبعة الأولى