وفيه من حديث أبي هريرة: " .... فيَلْقَى العبدَ، فيقول: أي فُل (?)، ألم أكرمك وأُسَوِّدْك (?) وأزوجك وأسخِّرْ لك الخيل والإبل وأَذَرْكَ تَرْأس (?) وتَرْبَع (?)؟. فيقول: بلى أي رب! فيقول: أفظننت أنك ملاقىَّ؟ فيقول: لا، [ز 11] فيقول: فإني أنساك كما نسيتني"، ثم ذكر الثاني كذلك، ثم قال: "ثم يَلْقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصلَّيت وصمت وتصدَّقْت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ها هنا إذًا (?)، قال: ثم يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك، ويتفكَّر في نفسه: مَنْ ذا الذي يشهد عليَّ، فيُختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي، فتنطق فخِذُه ولحمه وعظامه بعمله, وذلك لِيُعْذِرَ من نفسه (?)، وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه" (?).

أقول: ظاهر الآيات في شهادة الرسل أنهم يشهدون على مَنْ أدركوه وبلَّغوه. ويؤيِّده ما أخبر الله تعالى به عن عيسى عليه السلام من قوله: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117].

ثم من الناس من يجحد شهادة الرسل، فيشهد لهم نبينا صلَّى الله عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015