ثم قال الترمذي (?): "حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر آلهتهم، فقالوا: انسُبْ لنا ربَّك. فأتاه جبريل بهذه السورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فذكر نحوه، ولم يذكر فيه عن أبي بن كعب، وهذا أصحُّ من حديث أبي سعد".

[2/ 282] أقول: أبو سعد قال فيه الإمام أحمد: "صدوق، ولكن كان مرجئًا"، وقال أبو زرعة: "كان مرجئًا ولم يكن يكذب". وضعَّفه الباقون، قال ابن معين في رواية: "ضعيف"، وفي أخرى: "كان جهميًّا وليس هو بشيء"، وفي ثالثة: "صاحب ابن أبي دؤاد كان ها هنا وليس هو بشيء"، وفي رابعة: "جهمي خبيث". وقال البخاري في موضع: "فيه اضطراب"، وفي آخر: "هو متروك الحديث"، وفي ثالث: "ليس بثقة ولا مأمون".

لكن لم ينفرد أبو سعد بوصل الحديث، فقد أخرج الحاكم في "المستدرك" (ج 2 ص 540): "أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو جعفر محمد بن علي قالا: ثنا الحسين بن الفضل، ثنا محمد بن سابق، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا: يا محمد، انسُبْ لنا ربَّك، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ}. قال: الصمد: الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤًا أحد ... " بمثل حديث أبي سعد. ومحمد بن سابق ثقة جليل إلا أن في ضبطه شيئًا حتى قال أبو حاتم: "يُكتَب حديثه ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015