ومن الحكمة في ذلك زجرُ الناس عن استعمال السلاح حيث لا يحل لهم القتل. وفي "صحيح مسلم" (?) من حديث أبي هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان يَنْزِع في يده، فيقع في حفرة من النار". وفيه (?) من حديثه أيضًا: "من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنُه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأُمه". وفي "المستدرك" (ج 4 ص 290) (?) من حديث جابر قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُتعاطَى السيفُ مسلولًا". ومن حديث أبي بكرة (?) قال: "مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومٍ يتعاطون سيفًا مسلولاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعن الله من فعل هذا، أوَ ليس قد نَهيتُ عن هذا؟ إذا سلَّ أحدكم سيفًا يَنظر إليه فأراد أن [2/ 81] يناوله أخاه فليُغْمِدْه ثم لْيُناوِلْه إياه".

وعلى ذاك المعنى، فكلمة "ما" من قوله: "ما كان بالسوط والعصا" إما موصولة بدلُ بعضٍ من "الخطأ شبه العمد"، وإما مصدرية زمانية، أي: وقت كونه بالسوط (?) والعصا، كما قيل بكلًّ من الوجهين فيما قصَّه الله تعالى عن شعيب: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} [هود: 88].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015