عنه خلافه؟ والتحقيق أنه لا منافاة، والاختلاف في مثل هذا كثير.
وأما كلمة الدارقطني، فقد مرَّ البحث فيها في ترجمته (?)، ثم الكلام في ذلك كالكلام في كلمة ابن المديني. وأما ما ذكره الأستاذ أن ابن معين قال: "سمعت "الجامع الصغير" من محمَّد بن الحسن" فلا منافاة، بل قد يكون سماعه "للجامع" في مبتدأ أمره، ثم تبيَّن له ما تبيَّن.
وفي ترجمة محمَّد بن كثير القرشي من "التهذيب" (?): "قال إبراهيم بن الجنيد: قلت لابن معين: محمَّد بن كثير الكوفي؟ قال: ما كان به بأس، قلت: إنه روى ... قال ... فإن كان هذا الشيخ روى هذا فهو كذاب، وإلَّا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيمًا".
وقد ذكر الأستاذ تكذيب أبي يوسف لمحمد، والظاهر أنه كان قبل ذلك عنده حسن الحال، ثم طرأ ما اقتضى أن يكذبه. ومع هذا كلِّه فلم ينفرد هذا الرجل بما رواه عن ابن معين، فقد قال العقيلي: "حدثنا أحمد بن محمَّد بن صدقة قال: سمعت العباس الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: جهمي كذَّاب". هكذا في ترجمة محمَّد بن الحسن من "لسان الميزان" (?). وروى محمَّد بن سعد العوفي عن ابن معين أنه رمى محمدًا بالكذب، وقد تقدمت ترجمة العوفي (?)، وفيها بيان اضطراب الأستاذ: احتج به حيث