بعضهم استروَح إلى قوله: "هو غيَّر أسماءهم"، فعدَّها تكذيبًا، وتبعه غيره بدون تحقيق. وتغيير الاسم ليس بكذب، وقد غيَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسماء جماعة، وغيَّر في بعضهم اسمه واسم أبيه، اللهم إلاَّ أن يدَّعي الرجل أنَّ اسمه لم يزل كذلك، وهذا يدفعه قولُ الكشي: "وكان ثقة في الحديث".
فأما شُرب المسكر، فقد تأوّل جماعةٌ في ما عدا الخمر المتفق عليها، فيشربون القدر الذي لا يُسكرهم، ولم يَعُدَّ أهل العلم ذلك قادحًا في العدالة، وإن ذمَّ أكثرُهم ذلك. فهذا هو الذي وقع من أبي شافع بدليل قول الكَشِّي "وكان ثقة في الحديث". والله المستعان.
في "تاريخ بغداد" (13/ 420 [450]) عنه قال: "أبو حنيفة ضعيف".
قال الأستاذ (ص 169): "من المنحرفين عن أهل الكوفة مثل عمرو بن علي الفلاس البصري، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الناصبي، وحالهم يغني عن التعرض للأسانيد، على أن الجرح غير المفسَّر لا يؤثر في أي راوٍ، فضلاً عمن ثبتت إمامته، وتواترت أمانته".
أقول: تقدمت ترجمة الجوزجاني وترجمة عمرو بن عليّ (?)، وبيَّنَّا أن الجوزجاني شديد على [1/ 484] الشيعة، ولم تبلغ شدته بحمد الله عزَّ وجلَّ أن يخرج عن الحد، إنما يقول في الشيعي: "زائغ"، أو: "رديء المذهب" أو نحو ذلك، وأبو حنيفة لم يشتهر بالتشيع، وعمرو بن علي والغلابي لا