يفهم الحديث". وقال أبو حاتم: "دُفِعَ إلى محمَّد بن كثير كتاب من حديثه عن الأوزاعي، فكان يقول في كل حديث منها: ثنا محمَّد بن كثير عن الأوزاعي"! وقال الذهبي: "هذا تغفيل يسقط الراوي به".
أقول: أما السقوط فلا، وقد انتقدوا عليه أحاديث ذكرها الذهبي في "الميزان" (?):
الأول: روى عن الثوري عن إسماعيل عن قيس عن جرير: أظنه - شك ابن كثير - فذكر حديثًا. قالوا: الصواب بالسند: عن قيس عن دُكَين. وقد شكَّ محمَّد بن كثير، وبيَّن شكَّه، وليس من شرط الثقة أن لا يشك.
الثاني: حديث في قراءة (يس) رفعه محمَّد بن كثير، وصوَّبوا أنه مرسل، وهذا خطأ هيِّن يُحتمل للمكثر.
الثالث: حديث رواه عن الأوزاعي عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا وطئ أحدكم الأذى بخفَّيه ... ". رواه هكذا أبو داود من طريق محمَّد بن كثير، ورواه آخرون عن الأوزاعي قال: أُنبئت أن سعيد المقبري حدَّث عن أبيه ... ". وليس في هذا ما يقطع به بالوهم، فإن كان وهِمَ فمثلُه يُحتمَل للمكثر؛ لأن الأوزاعي ممن (?) يروي عن ابن عجلان عن سعيد المقبري.
الرابع: أخرج الترمذي (?) عن الحسن بن الصباح عن محمَّد بن كثير