قال في الفتح: "ولما عَبَّر الراوي بالعبادة احتاج أن يوضَّحها بقوله: "ولا تشرك به شيئًا", ولم يحتج إليها في رواية عمر؛ لاستلزامها ذلك" (?).

[8] وفي الصحيحين أيضًا حديث ابن عبَّاسٍ في قصَّة وفد عبد القيس، وفيه: أمرهم بأربعٍ، ونهاهم عن أربعٍ. أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: "أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمَّدًا رسول الله ... " (?).

[ب 5] وفي صحيح مسلمٍ من حديث أبي سعيدٍ في هذه القصة: "آمركم بأربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا ... " (?).

فيُعلَم بما تقدَّم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرون اتِّحاد معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومعنى التزام عبادة الله وعدم الشرك به، وهو المطلوب، والله أعلم.

هذا، ومَن تدبَّر تبيَّن له أن الشروط السابقة - وهي الاعتراف والتصديق والتسليم والرضا - إنما هي بمثابة الوسيلة للالتزام، وكأنه المقصود.

بل لو قيل بأن جانب الالتزام هو المغلَّب في شهادة أن لا إله إلا الله لما كان بعيدًا، بدلالة الاكتفاء بها من المشرك المحارب وإن لم يسمع شيئًا من البراهين المبطلة للشرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015