صبَّحن قَوًّا والحَمامُ واقعُ ... وماءُ قَوٍّ مالحٌ وناقِعُ" (?)
[1/ 408] وفي "لسان العرب" (?) عن ابن الأعرابي: "ماء أجاج ... وهو الماء المالح"، وعن الجوهري: "ولا يقال: مالح، وقال أبو الدُّقيش: ماء مالح وملح". ثم قال: "قال ابن بري: قد جاء المالح في أشعار الفصحاء ... وقال عمر بن أبي ربيعة (?):
ولو تفلَتْ في البحر والبحر مالحٌ ... لأصبح ماء البحر من ريقها عَذْبا
قال ابن بري: وجدت هذا البيت المنسوب إلى عمر بن أبي ربيعة في شعر أبي عيينة محمَّد (?) ابن أبي صفرة ... ".
والحاصل أن قولهم: "ماء مالح" ثابت عن العرب الفصحاء نصًّا، وثابت قياسًا، لكن أكثر ما يقولون: "مِلْح". ولما غلب على ألسنة الناس في عصر الشافعي: "مالح" أتى بها الشافعي في كتبه, لأنه كان يتحرّى التقريب إلى أفهام الناس كما يأتي عن صاحبه الربيع. ومع هذا فقد شهد جماعة للشافعي بأنه من الفصحاء الذين يحتج بقولهم، فيكون قوله حجة على