والأستاذ نفسه يجري على ذلك حيث لا يخالفه هواه.

ونظير ذلك صنيع أهل العلم في الترجيح بين النصوص المتعارضة، فإنهم يكتفون بأدنى مرجِّح.

[ص 21] ثم بينتُ بعد ذلك أن تلك الأوجه السبعة إنما تنطبق على الحافظ صالح بن أحمد بن محمَّد أبي الفضل التميمي الهمذانى، روى عن جماعة، منهم: القاسم بن أبي صالح، وروى عنه جماعة، منهم: محمَّد بن عيسى، وكانت وفاته سنة (384)، ووقع في "الطليعة" (ص 15): "وإذ كانت وفاة هذا الحافظ سنة (384)، فهي متأخرة عن وفاة القاسم بستة (كذا) وأربعين سنة، ومتقدمة على وفاة محمَّد بن عيسى بنيف وثلاثين سنة".

أما إذا تبين أن وفاة محمَّد بن عيسى كانت سنة (430) - على ما مر - فينبغي أن تُجْعَل هذه العبارة هكذا: " .... فهي متأخرة عن وفاة القاسم بست وأربعين سنة، ومتقدّمة على وفاة محمَّد بن عيسى بست وأربعين سنة ... ".

ثم قلت: "ومثل هذا يكثر في العادة ... ".

فاعترض الأستاذ في "الترحيب" أولاً جزمي بأن المذكور في السند هو صالح بن أحمد بن محمَّد أبو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ الثقة المأمون، لا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل الهروي المطعون.

قال الأستاذ (ص25): "فيقول [اليماني] في شخص اكتنفه راويان من أعلى وأسفل همذانيان: ينبغي أن يكون ذلك الشخص همذانيًّا أيضًا. وينبغي أيضًا أن لا يحدِّث هرويٌّ في همذان، ولا همذاني في هراة".

أقول: هذا حله في الوجه الثالث من السبعة، وحاصل ذاك الوجه: أنا إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015