تكلم الأستاذ فيها عن تأليفي، وتظنّى أنني شرعتُ فيه عَقِب نشر "التأنيب"، ثم تظنَّى في سبب تأليفي، وسبب علاقتي بالناشر، وسبب تعجيل طبع "الطليعة"، وأشار إلى الطعن في الشيخ محمَّد نصيف، والأستاذ عبد الرزاق حمزة.
وقال (ص 5): "فربما يكون هذا الناقد من اللامذهبية الحُدَثاء ... ".
ثم قال: "والواقع أنه لا يهمني لا هذا التعجُّل، ولا ذلك التمهُّل".
أقول: وأنا - بحمد الله عزَّ وجلَّ - لا ألتفت إلى مناقشة الأستاذ في تلك التظنّيات، غير أن الواقع الذي يعرفه جماعة هنا، أن "التأنيب" لم يصل إلى الدائرة إلى الآن، وأني إنما وقفت عليه في شهر ربيع الثاني سنة (1366)، جاء بعض الأفاضل بنسخة منه، وعرض عليّ أن انظر فيها، فأبيت؛ لأنني كنت أكره الخوض في تلك القضية، وقد عرفتُ مما اطلعت عليه قبلُ من تعاليق الأستاذ على بعض الكتب أنه كثيرًا ما يتطرَّف في نظري.
فألحَّ عليّ ذلك الفاضل، فأطعته، وهنالك رأيت ما هالني! فبدا لي أن أكتب شيئًا، فشرعت في ذلك - لعله - الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الثاني سنة (1366).
ومع ذلك، لم أكن أواصل العمل، وربما يمضي الشهر وأكثر لا أنشط