وذكر [ص 22] ابن أبي حاتم (?) هذا الكنديَّ فقال: "كتب عنه أبي في الرحلة الثالثة بالكوفة، وقَدِمنا الكوفة سنة 255 وهو حي فلم يُقْض لنا السماع منه". وقال النسائي: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (?). فهذا كوفيّ يروي عن أقران محمَّد عبيد، ومحمد بن عبيد كوفيّ وقد أدركه - أعني الكندي - محمَّد بن حسين بن حميد بن الربيع وهو كوفي أيضًا. وهذا لا يخفى على الأستاذ، لكنه لم يجد في هذا مغمزًا فعَدَل إلى التيمي المطعون فيه لحاجة الأستاذ إلى الطعن في تلك الرواية, والله المستعان.

10 - محمد بن سعيد.

قال الخطيب (13/ 375 [381]): " ... محمود بن غيلان حدثنا محمَّد بن سعيد عن أبيه ... ".

فذكر الأستاذ هذه الرواية (ص 47) ثم قال: "محمَّد بن سعيد هو ابن سَلْم (?) الباهلي، وقد قال ابن حجر عنه (?) في "تعجيل المنفعة": منكر الحديث مضطربه، وقد تركه أبو حاتم ووهَّاه أبو زرعة فقال: ليس بشيء. اهـ. وإلى الله نشكو من هؤلاء الرواة الذين لا يخافون الله ... وهكذا يكون المحفوظ عند الخطيب".

أقول: هذا يصلح أن يُعدّ نوعًا مستقلًّا من مغالطات الأستاذ، وهو اغتنام الخطأ الواقع في بعض الكتب إذا وافق غرضَه، والذي في "تعجيل المنفعة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015