النُّصوص في العقائد على ضربين:
الأوّل: ما ورد في عقيدةٍ كُلَّف النَّاس باعتقادها.
والثاني: بخلافه.
فالأوّل هو: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر. والنصوص على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة شهيرة.
والمقصود من هذا الإيمان هو تحقيق ما أُنشِئَ الإنسان هذه النشأة الدُّنيا لأجله، وهو الابتلاء؛ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42].
والهلاكُ هو العصيان، والحياة هي الطاعة، ويتفاوت الهلاك والحياة بتفاوت العصيان والطاعة.
ولا يُتصوَّر عصيانٌ وطاعة إلاَّ ممَّن عَلِم الأمر والنَّهي، ولا يُتصوَّر العِلم بأمر الله ونهيه إلاَّ بعد الإيمان بأنّه موجودٌ حيٌّ، كما هو واضح، وبأنّه قادر؛ إذ لا يُعْلَم استحقاقُه الطاعة إلاَّ بذلك، وبأنَّه عالمٌ, إذ لا تنبعث النَّفس على الطاعة وتنزجر عن المعصية إلاَّ بذلك، وبأنَّه حكيم، إذ لا يُعْلَم صحَّة النُّبوة ويُوثَق بالجزاء إلاَّ بذلك.
وبأنّ الملائكة حقٌّ؛ لأنّهم الوسائط بين الله وأنبيائه، والمُبلِّغون لكتبه، فلا يُعْلَم صحَّة الأمر والنهي وأنَّه من عند الله إلاَّ بعد الإيمان بهم.