ومما يستدلّ به على ما ذُكر: الطّرْق بالحصى.

وفي "سنن أبي داود" (?) عن قَطَن بن قبيصة عن أبيه أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم قال: "العيافة والطَّرْق والطِّيَرة من الجِبْت".

قال في "المختار" (?): "الجِبْت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر". وكأنها - والله أعلم - موضوعة للقَدْر المشترك، أي: للشيءِ الذي يعظِّمه الناسُ ويعتقدون فيه التأثير، وهو باطل. ولا يخفى أن دلالة الطَّرْق ليست إلا مجرّد تخرّص لا شُبْهَة فيها لعلمِ الغيب. والله أعلم.

وقد حَدَث في القرون القريبة أشياءُ أخرى، كالتفاؤل بالقرآن (?)، وقد كنتُ أفعله، حتى فتحتُ المصحف في بعض الأيام، فإذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]، ففهمتُ من هذه الآية دليلًا على النهي الخاصّ عن التفاؤل بالقرآن، ومَن تأمل فيها عَرَف وجه الدلالة.

ومنها التفاؤل بغير القرآن من الكتب، والقرعة المعروفة بقرعة الأنبياء، وقرعة الطيور، وسهم الغيب، وغير ذلك. وكلها داخلة تحت النهي عن الطيرة. وقد أرْشَدَنا الشرعُ إلى ما نفعله إذا أردنا أمرًا من الأمور، وهي الاستخارة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015