وقال ياقوت: "قال أبو عبد الله الحسين بن محمَّد الكتبي الهروي الحاكم سنة 427: ورد الخبر بوفاة الثعلبي صاحب التفسير، وحمزة بن يوسف السهمي بنيسابور". وقال الذهبي: "توفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وبعضهم أرَّخه سنة ثمان". وكذا ذكر ابن مكتوم كما سبق، وذكره صاحب "الشذرات" في وفيات سنة 427. فقد يرجح بوقائع مثبتة مذكورة أنّ وفاته كانت سنة 427.
وذكروا كما رأيت أنّه توفي بنيسابور، ولا أدري أذهب إليها لحاجة أم تحوَّل إليها آخر عمره، وفي أخبار سنة 426 من "تاريخ ابن الأثير" أنّ دارا بن منوجهر بن قابوس بن وشمكير أمير جرجان عصى على السلطان مسعود بن محمود، فسار مسعود إلى جُرجان واستولى عليها، فعسى أن يكون لهذه الواقعة دَخْل في خروج حمزة عن جُرجان إلى نيسابور، والله أعلم.
سلف أنّ أول سماعه الحديث كان سنة 354، وكانت جُرجان في ذلك العصر عامرة بكبار الحفاظ، كابن عدي والإسماعيلي والغطريفي وغيرهم، فاغتنم حمزة ذلك، ثم كان أول رحلته كما في "التذكرة" سنة 368، فدخل أصبهان والري ونيسابور وغزنة وغيرها من بلاد خراسان والأهواز وما والاها، ودخل العراق والشام ومصر والحجاز فسمع بمكة والبصرة والكوفة وبغداد وعُكْبرا والرَّقة ودمشق وعسقلان وتِنّيس وغيرها.