الحمد لله.
مما يدل على أن توالي الإضافات مناف للبلاغة قوله عزَّ وجلَّ: {ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} [الكهف: 25].
فأما قوله تعالى: {مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ} [غافر: 31]، فإن "قوم نوح" كالكلمة الواحدة، والألفاظ ثلاثية ساكنة الأوسط, مع كونه في "الدأب" قد يُقلب ألِفًا، وهو في الأخيرين حرف علَة. والله أعلم (?).
****
الحمد لله.
"أَحبَّ": والأصل فيه أن المحبوب يَحِبُّ المُحِبَّ بمعنى يصيب حبَّةَ قلبِه، كما يقال: فَأَدْته وكَبَدْته ورَأَيْته. ويشهد له قول الأعشى (?):
فأصبتُ حبَّةَ قلبِهـ[ـا] وطِحالَها
يريد أنها جعلته يحبها ويهواها، فكأنها استولت على حَبَّة قلبه.
ثمَّ أدخلوا على "حبّ" همزةَ التعدية فقالوا: أحبَّ فلانٌ فلانة، أي جعلها تَحِبُّه أي تصيب حبَّة قلبه.