لا تأمنن وإن أمسيت في حرمٍ ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني

فالخير والشر مقرونان في قَرَنٍ ... بكل ذلك يأتيك الجديدان

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أدرك هذا الإِسلام" (?) معناه: حتى تلاقي ما يقدره لك المقدِّرُ وهو الله عَزَّ وَجَلَّ". فكأنهم - والله أعلم - قدَّروا أن المَنَى كالفتى اسم لله عَزَّ وَجَلَّ من باب إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل كما قالوا: رجلٌ عدلٌ، ثم زادوا التاء وسمَّوا به معبودَتهم، كما قالوا: عمرٌو وعمرةٌ، و (عَمْر) في الأصل مصدرٌ.

فإن قيل: فإن صاحب القاموس ذكرها في مادة (م ن و) (?). قلت: لم أجد ما يدل على ذلك.

فأما قولهم: منويٌّ في النسبة، فقاعدة النسبة: قلب الألف الثالثة واوًا مطلقًا، وإن كانت منقلبة عن (ياء) كقولهم (رحويٌّ) في النسبة إلى رحًى، وأصل هذه الألف ياء بدليل قولهم في التثنية: رَحَيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015