أقول: والكلام عليها كالكلام على اللات.

وأما مناة، فقيل: صخرةٌ كانت لهذيلٍ وخزاعة (?)، وعن ابن عبَّاسٍ: لثقيف (?)، وعن قتادة: للأنصار بقديدٍ (?)، وقال أبو عبيدة: كانت بالكعبة أيضًا (?).

أقول: ويجمع بالتعدُّد أيضًا، والكلام عليها كما مرَّ (?).

فالعرب إنما كانوا يعظمون هذه الأصنام الثلاثة تعظيمًا لأشخاص معظَّمين، وليست هذه الأصنام إلا تماثيل أو [299] تذكارات لأولئك الأشخاص كما هو شأن عَبَدَة الأوثان في كلِّ أمة، وبذلك صرَّح المحققون كما علمت مما تقدَّم وإن لم ينصُّوا على شأن العرب خاصَّة.

ومما يؤيِّد هذا ما ذكره الفخر الرازي في تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015