قال الآلوسي (?): "وأجيب بالتزام أن الأمر وارد بالأقل، لكنهم زادوا [حذرًا من الوقوع في المخالفة، وكان يشقّ عليهم، وعلم الله سبحانه أنهم لو لم يأخذوأ بالأشقّ وقعوا في المخالفة فنسخ سبحانه الأمر]، كذا قيل، فتأمّلْ، فالمقام بعدُ محتاج إليه".
قلت: وجه التأمّل أن الأقل - على ما في أول السورة - هو أن ينقص قليلًا من النصف، وعلى قراءة الجرّ - آخر السورة - يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صلَّى أدنى من الثلث، وهذا - فيما يظهر - أقل من نصفٍ ينقص منه قليل.
وقد ظهر لي جواب، وهو أن (أدنى) في الآية وصفٌ لم يُرَدْ به التفضيل، وإنما معناه: دانيًا، أي: أنك تقوم وقتًا دانيًا من ثلثي الليل، كأن يكون نصفًا وثلثي سدس - مثلًا -، ودانيًا من نصفه، كأن يكون نصفًا وثلثَ سدس، ودانيًا من ثلثه، كأن يكون نصفًا إلاّ ثلثي سدس. فتأمّل.
وهذا - والله أعلم - هو معنى الجواب الذي لم يرتضه الآلوسي؛ لأنه فَهِم منه معنًى آخر، والله أعلم (?).
...