فيها الدم ثم يذبحونها ويقورون سرتها ويدفنونها في وسط الشعير أياماً، فيجمد الدم فيها فيصير مسكاً ذكياً بعدما كان نتن الرائحة، وهي أحسن أنواع المسك وأعزها، وأيضاً في بيوتهم جرذان سود لها رائحة المسك ولا يحصل من سرتها شيء ينتفع به.
وأهل تبت ترك من نسل يافث بن نوح، عليه السلام، وبها قوم من حمير من نسل من حملهم إليها في زمن التبابعة.
ناحية من أعمال قندهار، في جبالها حجر إذا ألقي على النار ونظر إليه شيء من الحيوان، ينتفخ بدنه حتى يصير ضعف ما كان.
حكى لي الأمير حسام الدين أبو المؤيد نعمان أن تلك الخاصية في المرة الأولى كراكب البحر، فإنه في المرة الأولى يغشاه الدوار والغشيان، وبعد ذلك لا يكون شيء من ذلك.
وقال الأمير أبو المؤيد: حضرت عند بعض الأمراء بتلك الديار، فأحضر عندنا مجمرة عليها عود، فرأيت وجه من كان قاعداً عندي انتفخ وشخصت عيناه وتغير عليه الحال وتهوع، فأمر أم المثوى بإزالة المجمرة متبسماً فرجع صاحبي إلى حاله! قلت له: ما الذي دهمك، فإني رأيت منك على صفة كذا؟ فقال لي: وأنا أيضاً رأيت منك مثل ما رأيت مني! فأخبرتنا أم المثوى أن هذا من خاصية هذا الحجر، وأنا أردت أن أريكم شيئاً عجيباً.
مدينة بأرض الهند حصينة جداً، على رأس جبل مشرف نصفها على البحر ونصفها على البر. قالوا: ما امتنع على الإسكندر شيء من بلاد الهند إلا هذه المدينة.