قصار ضلع، عراض الوجوه، مقدار طولهم نصف قامة رجل مربوع، ولهم أنياب كأنياب السباع، ومخالب مواضع الأظفار، ولهم صلب عليه شعر، ولهم أذنان عظيمتان: إحداهما على ظاهرها وبر كثير وباطنها أجرد، والأخرى على باطنها وبر كثير وظاهرها أجرد، تلتحف إحداهما وتفترش الأخرى. وعلى بدنهم من الشعر مقدار ما يواريه، وهم يتداعون تداعي الحمام ويعوون عواء الكلب، ويتسافدون حيث التقوا تسافد البهائم.
جاء في بعض الأخبار أن يأجوج ومأجوج ينحتون السد كل يوم حتى يكادون يرون الشمس من ورائه، فيقول قائلهم: ارجعوا سوف ننقبه غداً، فيرجعون فيعيده الله تعالى ليلتهم كما كان، ثم يحفرونه وينحتونه من الغد كذلك كل يوم وليلة، إلى أن يأتي وقت خروجهم فيقول قائلهم: ارجعوا سننقبه غداً إن شاء الله تعالى! فيبقى رقيقاً إلى أن يعودوا إليه من غدهم فيرونه كذلك، فينقبونه ويخرجون على الناس فيشربون مياه الأرض حتى ينشفوها، ويتحصن الناس بحصونهم فيظهرون على الأرض ويقهرون من وجدوه، فإذا لم يبق أحد لهم رموا بالنشاب إلى السماء، فيرجع إليهم وفيها كهيئة الدم، فيقولون: قد غلبنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء! ثم إن الله تعالى يبعث إليهم دوداً يقال له النغف، يدخل في آذانهم ومناخرهم فيقتلهم، قال، صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إن دواب الأرض لتسمن من لحومهم! روى أبو سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: يفتح سد يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال تعالى: وهم من كل حدب ينسلون. فيغشون الأرض كلها، فينحاز المسلمون إلى حصونهم ويضمون إليهم مواشيهم، فيشرب يأجوج ومأجوج مياه الأرض، فيمر أوائلهم بالنهر فيشربون ما فيه ويتركونه يابساً، فيمر به من بعدهم ويقولون: لقد كان ههنا مرة ماء! ولا يبقى أحد من الناس إلا من كان في حصن أو جبل شامخ أو وزر، فيقول قائلهم: قد فرغنا من أهل الأرض، بقي من في السماء. ثم