وألقي إليه في نومه. حكي أنه رأى طيراً سقط من الجو يضرب بجناحيه ثم أخذ شيئاً من الماء في منقاره، وصب لك في منف ذرقه فانفصل منه ذرقه وطار، فوضع الحقنة على ذلك عندما يكون الاحتباس في الامعاء. وحكي انه كان على إصبعه جرح، بقي مدة لم يقبل المعالجة، فرأى في نومه أن علاجه فصد عرق تحت كتفه من الجانب المخالف، ففعل ذلك فعوفي. وحكي أنه قيل لجالينوس: كيف خرجت على أقرانك بوفور العلم؟ فقال: لأن ما أنفق أولئك في الخمر أنا أنفقت في الزيت.
وحكي أنه أصابه في آخر عمره إسهال شديد فقيل له: كيف عجزت عن حبس هذه وأنت أنت؟ فدعا طشت ملأه ماء فرمى فيه دواء انعقد الماء فيه فقال: أقدر على حبس الماء في الطشت، وما أقدر على حبس بطني، لتعلموا أن العلم والتجربة لا ينفعان مع قضاء الله تعالى! قال الشاعر:
أرسطو مات مدفوقاً ضئيلاً ... وأفلاطون مفلوجاً ضعيفا
مضى بقراط مسلولاً ضعيفا ... وجالينوس مبطوناً نحيفا
هؤلاء فضلاء الناس، ماتوا أسوأ ميتة، لتعلموا أنه هو القاهر فوق عباده. والله الموفق.