انقلبت حجراً أحمر، وصبرة التبن انقلبت حجراً أبيض اللون. وحولها تماثيل حجرية تشبه تماثيل الحيوانات من الإنسان والبهائم، لكنها تغيرت وفنيت بطول الوقت، وبقرب قيصرية جبل فيه من الحيات ما لا يحصى، إلا أنها لا تخرج منه لطلسم عمله الحكماء، فلا يخرج منه شيء البتة.

كش

مدينة بقرب سمرقند حصينة. لها قهندز وربض؛ قال الاصطخري: مدينة كش ثلاثة فراسخ في مثلها جرومية تدرك بها الثمار أسرع من سائر بلاد ما وراء النهر، غير أنها وبيئة، وعماراتها حسنة جداً.

وفي عامة دورها الماء الجاري والبستان. بها شوك الترنجبين يحمل منها إلى البلاد كلها. وفي جبالها العقاقير الكثيرة. ومنها يرتفع الملح المستحجر.

ومن مفاخرها أبو إسحق الكشي المشهور بالجود والكرم. ومن العجائب ما حكي عنه أن بعض أصدقائه شكا إليه سوء حاله وكثرة ديونه، فسأله أبو إسحق عن مقدار دينه ووزن في الحال وقال: اصرف هذا في دينك! ثم وزن مثلها وقال: اصرف هذا في مصالحة شأنك! وجعل يعتذر إليه اعتذار المذنب. فلما ذهب الرجل بكى بكاء شديداً، فسئل عن بكائه فقال: بكائي على غفلتي عن حال صديقي حتى افتقر إلى رفع الحال إلي والوقوف موقف السؤال.

كند

من قرى خجند بما وراء النهر، يقال لها كند باذام، وباذام هو اللوز لأن بها لوزاً كثيراً. بها اللوز الفريك، وهو لوز عجيب ينقشر إذا فرك باليد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015