رجل بربري، له لحية متلحف بوشاح ورداء مذهب قد تعلق من منكبه إلى أنصاف ساقيه، وقد جمع فضلتيه بيده اليسرى منضمة إلى صدره، ويده اليمنى ممدودة بمفتاح قفل في يده، قابض عليه مشيراً إلى البحر كأنه يقول: لا عبور! وهو قائم على رأس بناء عال، طوله نيف وستون ذراعاً، وطول الصورة قدر ستة أذرع، وذكر أن البحر الذي تجاه الصورة، ويسمى الابلاية، لم ير ساكناً ولا تجري فيه السفن بعد ذلك.

وحكي أن صاحب سوق الماء سبق صاحب الطلسم فقال صاحب الجزيرة: لا تظهروا سبقه حتى لا يبطل علينا عمل الطلسم. فلما فرغ الصانع من الطلسم قيل له: قد سبقت! فالقى نفسه من أعلى الموضع الذي عليه الطلسم فمات.

فحصل لصاحب الجزيرة الماء والطلسم فما زال الأمر على ذلك. كان البحر مضطرباً والجزيرة محفوظة إلى سنة أربعمائة، فوقع المفتاح من يد الصورة، فحمل إلى صاحب مدينة سبتة فوزنه، فكان فيه ثلاثة أرطال، فسكن البحر حينئذ وعبرت السفن فيه. وذكر أيضاً أن الطلسم هدم في سنة أربعين وخمسمائة، هدموه رجاء أن يوجد تحته شيء من المال، فلم يوجد شيء فيه.

قاليقلا

مدينة بأرمينية تنسب إلى امرأة اسمها قالي، فكأنه قال قالي بنت، كما يقال دارابجرد، وصورت صورة نفسها على باب المدينة.

يجلب منها البسط والزلالي التي يقال لها قالي. ولأهلها يد باسطة في صنعتها، ومنها تحمل إلى سائر البلاد.

بها بيعة الشعانين؛ قال ابن الفقيه: انها بيعة للنصارى فيها بيت كبير مخزن مصاحفهم وصلبانهم، فإذا كانت ليلة الشعانين يفتح باب في ذلك الموضع معروف، يخرج منه تراب أبيض فلا يزال يخرج ليلته إلى الصباح فينقطع حينئذ، فيأخذه الراهب ويدفعه إلى الناس. وخاصيته دفع السموم ولدغ العقارب والحيات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015