إذا وقعت على السنابل أمالتها، وهذا المصور عملها قائمة لا ميل فيها. فصدقه الحاضرون وتعجبوا من دقة نظره في الصنعة.
ومن خواص بلاد الصين انه قلما يرى بها ذو عاهة كالأعمى والزمن ونحوهما، وان الهرة لا تلد بها.
وقال محمد بن أبي عبد الله: رأيت في غياض الصين إنساناً يصيح صياح القردة، وله وبر كوبر الرد، ويداه تنالان ساقيه إذا بسطهما قائماً. ويكون على الأشجار يثب من شجرة إلى شجرة وبينهما عشرة أذرع.
وقال ابن الفقيه: بالصين دابة المسك، وهي دابة تخرج من الماء في كل سنة في وقت معلوم، فيصطاد منها شي كثير، وهي شديدة الشبه بالظباء، فتذبح ويؤخذ الدم من سرتها، وهو المسك، ولا رائحة له هناك حتى يحمل إلى غيرها من الأماكن.
وبها الغضائر الصيني التي لها خواص، وهي بيضاء اللون شفافة وغير شفافة، لا يصل إلى بلادنا منها شيء، والذي يباع في بلادنا على أنه صيني معمول بلاد الهند، بمدينة يقال لها كولم، والصيني أصلب منه وأصبر على النار، وخزف الصين أبيض؛ قالوا: يترشح السم منه، وخزف كولم أدكن.
وطرائف الصين كثيرة: الفرند الفائق والحديد المصنوع الذي يقال له طاليقون، يشترى بأضعافه فضة، ومناديل الغمر من جلد السمندل، والطواويس العجيبة، والبرادين الغرة التي لا نظير لها في البلاد.
مدينة قرب صنعاء، كان بها مسكن ملوك حمير، وفيها قيل: من دخل ظفار حمر أي تكلم بالحميرية، وسببه أنه دخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير، وهو على موضع عال، فقال له الملك: ثب، فوثب الرجل من العلو فانكسرت رجله، ومعنى ثب بالحميرية اقعد، فقال الملك: ليس عندنا