جزيرة طويلة في البحر المتوسط الشامي، طولها خمسة وأربعون ميلاً، وعرضها خمسة عشر ميلاً. بها مدن وقرى والغالب عليها الجبال. وفيها شجر الصنوبر. وليس بها شيء من السباع لا صغيرها ولا كبيرها إلا القط البري، ولا حية ولا عقرب. وذكر أهلها انه إن حمل إليها سبع أو حية أو عقرب لم يلبث إلا ريثما يستنشق هواءها يفوت على المقام. وانها جزيرة كثيرة الفواكه والأعناب وزبيبها في غاية الحسن. وبها حجل كثير يفرخ في جبالها، وفراخ البزاة الجيدة والنخل بها كثير جداً.
قرية من أعمال حلب. كانت بها امرأة تزعم أن الوحي يأتيها، وآمن بها أبوها وكان يقول في أيمانه: وحق بنتي النبية، فهزأ أبو سنان الخفاجي بها وقال:
بحياة زينب يا ابن عبد الواحد ... وبحقّ كلّ نبيّةٍ في ياقد
ما صار عندك روشن بن محسّنٍ ... فيما يقول الناس أعدل شاهد
نسخ التّغافل عنه خلط عمارةٍ ... وافاه في هذا الزّمان البارد
مدينة بأرض فارس آهلة كثيرة الخيرات والغلات والثمرات. بها صناع الحرير السندس في غاية الحسن والصفاقة، يحمل منها إلى سائر البلاد.
والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.