منبج

مدينة بأرض الشام كبيرة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة وذات مدارس وربط. عليها سور بالحجارة المهندسة حصينة جداً. شربهم من قني تسيح على وجه الأرض.

ينسب إليها عبد الملك بن صالح الهاشمي المشهور بالبلاغة، قيل: لما قدم الرشيد منبج قال لعبد الملك: أهذا منزلك؟ قال: هو لك يا أمير المؤمنين ولي بك! قال: كيف صفتها؟ قال: طيبة الهواء قليلة الادواء! قال: كيف ليلها؟ قال: كله سحر! قال: صدقت إنها طيبة! قال: طابت بك يا أمير المؤمنين! وأين تذهب بها عين الطيب برها حمراء وسنبلها صفراء وشجراء، في فياف فيح بين قيصوم وشيح. فأعجب الرشيد كلامه.

منف

مدينة فرعون موسى، قيل: إنها أول مدينة عمرت بمصر بعد الطوفان، وهي المراد بقوله تعالى: ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها. وهي بقرب الفسطاط. كان فيها أربعة أنهار تخلط مياهها في موضع سرير فرعون ولهذا قال: وهذه الأنهار تجري من تحتي! حكى من رأى منف قال: رأيت فيها دار فرعون ودرت في مجالسها ومشاربها وغرفها، فإذا جميع ذلك حجر واحد منقور، ما رأيت فيها مجمع حجرين ولا ملتقى صخرتين. وآثار هذه المدينة بمصر باقية وحجارة قصورها إلى الآن ظاهرة.

قال ابن زولاق: سمعت بعض علماء مصر يقول: إن منف كانت ثلاثين ميلاً بيوتاً متصلة، وفيها قصر فرعون قطعة واحدة، وسقفه وفرشه وحيطانه حجر أخضر. وقال أيضاً: دخلت منف فرأيت عثمان بن صالح جالساً على باب كنيسة، فقال لي: أتدري ما هذا المكتوب على هذا الباب؟ قلت: لا! قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015