ربض عظيم فيه أسواق وفنادق ومدارس وربط. وضعها وضع عجيب ليس في شيء من البلدان مثلها، وذلك أن دورهم كالدرج كل دار فوق أخرى، وكل درب منها مشرف على ما تحته، وعندهم عيون قليلة، جل شربهم من الصهاريج المعدة في دورهم. وقال بعض الظرفاء:
في ماردين، حماها الله، لي سكنٌ ... لولا الضّرورة ما فارقتها نفسا
لأهلها ألسنٌ لان الحديد لها ... وقلبهم جبليٌّ قد قسا وعسا
مدينة مشهورة بقرب السيروان، كثيرة الشجر كثيرة الحمات والكباريت والزاجات والبوارق والاملاح. بها عين عجيبة، من شرب منها قذف اخلاطاً كثيرة، لكنه يضر بأعصاب الرأس، وإن احتقن بمائها أسهل إسهالاً عظيماً.
بلدة بإفريقية تسمى قلعة بسر لأن بسر بن أرطاة فتحها. أرضها أرض طيبة ينبت بها زعفران كثير، بها معادن الفضة والحديد والمرتك والرصاص والكحل، وفي جنوبيها جبل تقطع منه أحجار الطواحين وتحمل إلى سائر بلاد العرب.
من قرى حوران. بها حجر يزوره الناس، وزعموا أن النبي، صلى الله عليه وسلم، جلس عليه.