عندهم ورقاً يطرحونها في الماء، فإذا شرب الفيل من ذلك الماء اسكره فلا يقدر على المشي، فيخرجون إليه ويقتلونه، وعظام الفيل وأنيابها تجلب من أرض الزنج، وأكثر أنيابه خمسون مناً إلى مائة من، وربما يصل إلى ثلاثمائة من.
هي بلاد كثيرة وأرض واسعة، ينتهي شمالها إلى أرض البربر، وجنوبها إلى البراري، وشرقها إلى الحبشة، وغربها إلى البحر المحيط. أرضها محترقة لتأثير الشمس فيها، والحرارة بها شديدة جداً لأن الشمس لا تزال مسامتة لرؤوسهم، وأهلها عراة لا يلبسون من شدة الحر، منهم مسلمون ومنهم كفار.
أرضهم منبت الذهب، وبها حيوانات عجيبة: كالفيل والكركدن والزرافة. وبها أشجار عظيمة لا توجد في غيرها من البلاد.
وحدثني الفقيه علي الجنحاني المغربي أنه شاهد تلك البلاد، ذكر أن أهلها اتخذوا بيوتهم على الأشجار العظيمة من الأرضة، وان الأرضة بها كثيرة جداً، ولا يتركون شيئاً من الأثاث والطعام على وجه الأرض إلا وأفسده الارضة، فجميع قماشهم وطعامهم في البيوت التي اتخذوها على أعالي الأشجار. وذكر، رحمه الله، انه أول ما نزل بها نام في طرف منها فما استيقظ إلا والارضة قرضت من ثيابه ما كان يلاقي وجه الأرض.
أرض واسعة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربيه. هي بلاد واسعة، وأهلها أمة عظيمة نصارى بعامتهم، ولهم ملك اسمه كابيل يزعمون أنه من نسل حمير؛ قال، صلى الله عليه وسلم: خير سبيكم النوبة. وقال أيضاً: من لم يكن له أخ فليتخذ أخاً نوبياً.
ومن عاداتهم تعظيم الملك الذي اسمه كابيل، وهو يوهم أنه لا يأكل،