مدينة مشهورة بأرض فارس، بناها قباذ بن فيروز والد أنوشروان العادل؛ قال ابن الفقيه: من عجائبها كهف في حبل ينبع منه ماء شبيه بعرق يترشح من حجارته، يكون منه الموميا الجيد الأبيض، وعلى هذا الكهف باب حديد وحفظة، يغلق ويختم بختم السلطان إلى يوم من السنة يفتح فيه ويحضر القاضي ومشايخ البلد ويدخل الكهف رجل عريان، فيجمع ما قد اجتمع فيه من الموميا ويجعله في قارورة، فيكون مقدار مائة مثقال أو دونها، ثم يغلق الباب ويختم إلى القابل. وخاصيته أن الأنسان إذا سقي منه مقدار عدسة وقد انكسر من أعضائه شيء أو انهشم ينرل كما يشربه إلى الكسر والهشم ويصلحه.
وبها قنطرة عجيبة على نهر طاب، وهي قوس واحدة سعة ما بين القائمتين ثمانون خطوة، وارتفاعها مقدار ما يخرج منها راكب الجمل وبيده أطول الأعلام.
وبها بئر صاهك. ذكر أهل ارجان: أنهم امتحنوا قعرها بالمثقلات والارسان فلم يقفوا منها على قرار. يفور الدهر كله منها ماء رحى يسقي تلك القرية.
وإليها ينسب الفضل بن علان من أعيان أرجان، كان به حمى الربع. قيل له: ان النعمان بن عبد الله يقدم غداً والوجه أن تتلقاه. فقال: كيف ذلك وغداً نوبة الحمى؟ لكن يا غلام هات اللحاف حتى أحم اليوم، وغداً أتلقى الرجل!
ناحية بأرض الشام في غربي الغوطة وشماليها، وقصبتها طبرية، بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام، بها البحيرة المنتنة التي يقال لها بحيرة طبرية. ودورة البحيرة ثلاثة أيام، والجبال تكتنفها فلا ينتفع بهذه البحيرة ولا يتولد فيها حيوان، وقد يهيج في بعض الأعوام فيهلك أهل القرى الذين هم حولها