منه التهمة، فتأذى من أبيه وفارقه، وذهب إلى افراسياب ملك الترك فأكرمه وزوجه ببنته، ثم قيل لافراسياب: انه يريد الغدر بك، فأخذه وقتله، فوقعت الخصومة بين الفرس والترك إلى هذا الوقت، فذكر أن التل العظيم بأبرقوه رماد نار سياوش.
ومن عجائب ابرقوه أن المطر لا يقع في داخلها إلا قليلاً، وإنما يقع في حواليها دون السور، ويزعمون أن ذلك بدعاء الخليل، عليه السلام، وزعموا أن الخليل، عليه السلام، منعهم عن استعمال البقر في الزرع، وهم لا يستعملونها مع كثرتها بها.
قرية بمصر في غربي النيل، بها بيعة خاصيتها دفع الفأر، وذاك على بابها صورة فأرة في جحر، والناس يأخذون طين النيل ويطبعونه على صورة الفأرة التي في الجحر، ويحملونه إلى بيوتهم، وتهرب الفأر عن بيوتهم.
وذكر أهل القرية أن مركباً كان فيه شعير وقف تحت هذه القرية، فقصد صبي من المركب وأخذ شيئاً من طين النيل وطبع به الفأرة، ونزل المركب بالطين المطبوع فتبادرت فأر المركب ترمي نفسها في الماء. فتعجب الناس من ذلك وجربوه في البيوت أيضاً، وكان أي طابع حصل في دار لم تب فيها فأرة إلا خرجت، فتقتل أو تفلت إلى موضع لا طابع فيه. فأخذ أكثر الناس الطابع وتركوه في بيتهم.
مدينة بقرب الإسكندرية. بها معدن النطرون. من عجائبه أن كل شيء يقع فيه يصير نطروناً حتى لو وقع فيه ثور يصير نطروناً بجميع أجزائه، والنطرون نوع من البورق يستعمل في الأدوية.