روي عن النبي، عليه السلام، ان الله تعالى قد وعد هذا البيت أن يحجه في كل سنة ستمائة ألف، فإن نقصوا كملهم بالملائكة، وان الكعبة كالعروس المزفوفة، وكل من حجها متعلق بأستارها يسعون معها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها.
وعن علي: ان الله تعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها؟ فغضب عليهم وأعرض عنهم. فطافوا بعرش الله سبعاً كما يطوف الناس بالبيت اليوم يسترضونه، يقولون: لبيك اللهم لبيك! ربنا معذرة إليك! نستغفرك ونتوب إليك! فرضي عنهم وقال: ابنوا في الأرض بيتاً يطوف به عبادي، من غضبت عليه أرضى عنه كما رضيت عنكم.
وأما خصائص البيت وعجائبه فإن أبرهة بن الصباح قصده وأراد هدمه، فأهلكه الله تعالى بطير أبابيل. وذكر أن اساف بن عمرو ونائلة بنت سهيل زنيا في الكعبة، فمسخهما الله تعالى حجرين نصب أحدهما على الصفا والآخر على المروة ليعتبر بهما الناس. فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها إلى أن كسرهما رسول الله فيهما كسر من الأصنام.
ومن عجائب البيت أن لا يسقط عليه حمام إلا إذا كان عليلاً، وإذا حاذى الكعبة عرقة من طير تفرقت فرقتين ولم يعلها طائر منها. وإذا أصاب المطر أحد جوانبها يكون الخصب في تلك السنة في ذلك الجانب، فإذا عم المطر جميع الجوانب عم الخصب جميع الجوانب، ومن سنة أهل مكة ان من علا الكعبة من عبيدهم يعتقونه، وفي مكة من الصلحاء من لم يدخل الكعبة تعظيماً لها.
وعن يزيد بن معاوية: ان الكعبة كانت على بناء الخليل، عليه السلام، إلى أن بلغ النبي، صلى الله عليه وسلم، خمساً وثلاثين سنة، فجاءها سيل عظيم هدمها، فاستأنفوا عمارتها، وقريش ما وجدوا عندهم مالاً لعمارة الكعبة إلى أن رمى البحر بسفينة إلى جدة، فتحطمت فأخذوا خشبها واستعانوا