مَا زَالَ مِنْ دَلَالِهِ عَلَيْنَا … يُجْهِدُ فِي جَرِّ الْأَذَى إِلَيْنَا

حَتَّى رَمَاهُ اللهُ مِنِّي بِخَصِمْ … لَا يَنْثَنِي عَنْ خَصْمِهِ أَوْ يَنْقَصِمْ

الْجَنَّانُ: دَاكُورُ (35) ...

الْجَلَّالِي: ... يَا أَخِي وَمَا مَعْنَى دَاكُورْ؟ فَإِنَّنِي لِلَفْظِهَا غَيْرُ ذَكُورْ

الْجَنَّانُ: إِنْ لَمْ أُعِنْ أَخِي أَكُنْ غَيْرَ شَكُورْ … لِفَضْلِهِ وَكُنْتُ لِلْعُرْفِ نَكُورْ

وَكُنْتُ أَهْلًا لِلْجَفَاءِ وَالْمَلَامْ … وَالِاحْتِقَارِ الزُّمَلَاءِ ...

الْجَلَّالِي: ... وَالسَّلَامْ

وَعِشْتَ يَا جَنَّانُ وَانْتَعَشْنَا … وَإنْ عَلَا السِّنُّ فَلَا ارْتَعَشْنَا

يَفْرَغُ الْمُدِيرُ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهِمَا:

الْمُدِيرُ: وَيْحَكُمَا أَتَجْهَلَانِ النَّحْوَا؟ … وَتَسْأَلَانِ بِالثُّبُوتِ الْمَحْوَا

وَتَفْهَمَانِ الْأَمْرَ بِالْمَقْلُوبِ … وَالْجَهْلُ حَظُّ الْخَاسِرِ الْمَغْلُوبِ

فَأَيْنَ مِنْكُمْ صَنْعَةُ الْبَيَانِ … وَسِرُّهَا الْمُودَعُ فِي الْأَذْهَانِ؟

وَأَيْنَ مَا صَرَفْتُمَا مِنْ زَمَنِ … فِي جَدَلٍ مِثْلَ الْمَخَاضِ الْمُزْمِنِ؟

وَأَيْنَ مَا تَسْتَفْرِغَانِ فيهِ … جُهْدَكُمَا مِنْ غَرَضٍ نَبِيهِ؟

وَأَيْنَ مَا ضَيَّعْتُمَا مِنْ عُمْرِ … فِي ضَرْبِ زَيْدٍ لِأَخِيهِ عَمْرِو؟

وَلَوْ دَرَسْتُ عُشْرَ مَا دَرَسْتُمَا … لَمْ أَجْرُشِ الشَّرْيَ الَّذِي جَرَشْتُمَا

أَخْطَأْتُمَا مَوَاقِعَ الْإِصابَهْ … وَوَضْعَهَا فِي النُّطْقِ وَالْكِتَابَهْ

وَأَنْتَ يَا ابْنَ الْعَابِدِ اخْتِصَاصِي … تَشِيمُ بَرْقَ الْفَهْمِ مِنْ خَصَاصِ

وَأَنْتَ مِنْ حَمَلَةِ الْأَقْلَامِ … وَأَنْتَ لَا تُحْسِنُ رَسْمَ اللَّامِ (36)

الْجَنَّانُ: أُحْجِيَّةٌ جَاءَ بِهَا الرَّئِيسُ … لَا يَسْتَطِيعُ حَلَّهَا إِبْلِيسُ

الْمُدِيرُ: قَدْ قُلْتُ ذَاكَ الْقَوْلَ في أَدِيبِنَا … وَمُسْتَحِقِّ الْفَضْلِ فِي تَأْدِيبِنَا

جَرْيًا عَلَى طَرِيقَةِ الْإِنْشَاءِ … تَحْبيرَ طَرَّازٍ لَهَا وَشَاءَ

وَلَمْ أُرِدْ بِالْجُمْلَةِ الْإِخْبَارَا … وَإنَّمَا أَرَدْتُ الِاسْتِخْبَارَا

فَهْوَ كَلَامُ السَّائِلِ الْمُسْتَفْهِمِ … عَنْ غَرَضٍ فِي ذِهْنِهِ مُسْتَبْهِمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015