الطائرة

دعا بي الشوق إلى الترحالِ … والشوق إنْ يدعُ غرلم كالِي

فلم أودّع طلّتي وآلي … حتى امتطيت جمة التصهال

بهيمة صيغت على منوال … واجتمعت والطير في مثال

تدين بالإسراع والإعجال … لا تقتضي بالريث والإمهال

طعامها النار ولا تبالي … تحيا على الإحراق والإشعال

فاعجب لها مشدودة الرحال … بالليل والإبكار والآصال

سمينة في الخصب والإمحال … وثيقة الأضلاع والأوصال

لم تَشْكُ من أين ولا كلال … قد جمعت غرائب الأشكال

طيارة تهزأ بالجبال … وبالشعاب الخضر والأوحال

وبالروابي الغبر والتلال … ما وطئت قط على الرمال

إلّا بقدر الرفع والإنزال … إن حركت زفت زفيف الرال

وزأرت في الجو كالرئبال … كأنها سفينة في الآل

وآية العلم بكل حال … مبصرة جلت عن الجدال

وتقطع الألف من الأميال … في مثل عمر ساعة الوصال

بالطير لا بالوخد والأرقال … يا حسنها قريبة المنال

لو لم تكن مدنية الآجال … أن بليت بالنقض والإخلال

لم تعتمد إلّا على عز وآل … يا سعد دالت دولة الجمال

فاسعد إذا ما شئت باشتمال … لا تخش من ملامة العذال

بما جرى ذكرك في الأمثال … عوذتها بكلمة الجلال

وبالحواميم وبالأنفال … وما أتى فى سبعه الطوال

نؤم نجدًا برزة المجالي … ذات الرّبى والأكم الحوالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015