دعا بي الشوق إلى الترحالِ … والشوق إنْ يدعُ غرلم كالِي
فلم أودّع طلّتي وآلي … حتى امتطيت جمة التصهال
بهيمة صيغت على منوال … واجتمعت والطير في مثال
تدين بالإسراع والإعجال … لا تقتضي بالريث والإمهال
طعامها النار ولا تبالي … تحيا على الإحراق والإشعال
فاعجب لها مشدودة الرحال … بالليل والإبكار والآصال
سمينة في الخصب والإمحال … وثيقة الأضلاع والأوصال
لم تَشْكُ من أين ولا كلال … قد جمعت غرائب الأشكال
طيارة تهزأ بالجبال … وبالشعاب الخضر والأوحال
وبالروابي الغبر والتلال … ما وطئت قط على الرمال
إلّا بقدر الرفع والإنزال … إن حركت زفت زفيف الرال
وزأرت في الجو كالرئبال … كأنها سفينة في الآل
وآية العلم بكل حال … مبصرة جلت عن الجدال
وتقطع الألف من الأميال … في مثل عمر ساعة الوصال
بالطير لا بالوخد والأرقال … يا حسنها قريبة المنال
لو لم تكن مدنية الآجال … أن بليت بالنقض والإخلال
لم تعتمد إلّا على عز وآل … يا سعد دالت دولة الجمال
فاسعد إذا ما شئت باشتمال … لا تخش من ملامة العذال
بما جرى ذكرك في الأمثال … عوذتها بكلمة الجلال
وبالحواميم وبالأنفال … وما أتى فى سبعه الطوال
نؤم نجدًا برزة المجالي … ذات الرّبى والأكم الحوالي