اثار ابن باديس (صفحة 885)

جهل هذا كله من كلامنا أو تجاهله بعض الطلبة فادعى علينا بالباطل وكتب في بعض الصحف يقول: (والملخص مما يدور عليه كلامكم هو كون الدعاء عبادة بإطلاق) ثم أخذ بناء على دعواه هذه المبنية على جهله أو تجاهله يندد ويشنع ويتعجب، وقد وجد مادة - د ع و - وأمَامَه واسعة فنقل معظمها فانتفخ بها بطن المقال دون أن تكون به حاجة إليها في المقام.

ج 6، م 7 صفر 1350.

لا يجوز دعاء غير الله ولا أحد مع لله.

الدعاء عبادة، وكل عبادة فإنها لا تكون إلا لله: فالدعاء لا يكون إلا لله هذا قياس من الضرب الأول من الشاكل الأول مقدمته الصغرى دليلها من نفسها لأنها من لفظ الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وغيره ومقدمته الكبرى معلومة من الدين بالضرورة ومن أدلتها: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فإذا كان سيدي الطالب له إلمام بقواعد المنطق الأولية فهذا يكفيه وإذا أراد التوسع فليتفهم ما نقلناه سابقا من المجلد السادس والسابع وليراجع بقية ردنا على الشيخ الدجوي في المجلد السابع وبقية مجالس التذكير في المجلد السادس وليجد الفهم فيما كتبناه في الدعاء، بالمجلد الثامن.

من دعا غير الله فقد عبده.

لما كان الدعاء عبادة فمن دعا فقد عبد ومن دُعي فقد عبد، ولهذا تواردت نصوص الآيات والأحاديث على النهي عن دعاء غير الله دون استثناء لشيء من مخلوقاته، مثل قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} {أَمَّنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015