وقد دل الحديث على ذم المباهي بتلاوته. وكثيرا ما يقصد قراء زماننا المباهاة بأصواتهم والفخر بحفظهم، ولا سيما إذا كانوا يتلون مجتمعين بصوت واحد، فليحذر من يجد هذا من نفسه، وليعلم أن كتاب الله هداية تخشع لها القلوب وتستسلم إليها الجوارح.
ودل أيضا على ذم المسترزق بالقرآن وكثير من قراء زماننا لا يقصدون من حفظه إلا التوسل به للتلاوة على الموتى بأجرة ونحو ذلك من الأغراض الدنيوية المحضة.
ولا يتناول هذا الذم من يأخذ الأجرة على تعليم القرآن إذا كانت في مقابلة تعبه وشغل وقته، ولم يتخذ تعليمه صناعة من الصناعات المادية المحضة بل على هذا المعلم- إن أراد السلامة من ذلك الذم- أن يكون هو نفسه عاملا بكتاب الله وأن يقصد من تعليمه الدعوة إلى العمل به.
عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنه كان يقول: ((أنزل عليهم القرآن ليعملوا به، فاتخذوا درسه عملا. أن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به)).
نقله الثعالبي في تفسيره (1: 9)
ذم ابن مسعود من اتخذ تلاوة القرآن عملا. فكيف حال من آجر نفسه للتلاوة وباع عمله ذلك؟
وللفقهاء خلاف في حصول الأجر لمن يقرأ القرآن من غير فهم ولا