اثار ابن باديس (صفحة 1857)

قسم الفتوى

-1 -

سؤال:

سادتي العلماء الأعلام، حمال الشريعة، ما قولكم حفظكم الله وأعلى مناركم في عرش من سكان البادية يحتوي على مائتين وخمس وثلاثين دارا "قرى صغيرة وديارا متفرقة"، وستمائة رجل متوغلين في البداوة ذوي غلظة وفظاظة يخاف الراكب أن يجوب وأصقاعهم نهارا.

رأى بعض المصلحين أن ينقذهم مما هم فيه ويستل منهم أخلاقا فاسدة وعوائد ممقوتة ولا سبيل إلى ذلك إلا ببناء مسجد يجمعهم ومعلم حادق يعلمهم واجبات دينهم ويربيهم تربية شرعية إصلاحية ويغرس في نفوسهم روحاً وطنية وشهامة عربية وأخلاقاً دينية، فعود الشيوخ وأن عسى، فإن فنن الكهول لين وغصن الشباب لا زال رطباً مياداً تهزه نسمات الصبا ولا يحرك عواطفه ريح السموم فأرشدهم إلى بناء مسجد يصلون فيه، ويتعلمون واجبات دينهم فأجاب كلهم بالسلب إلا أن تصح وتقام فيه الجمعة، ورأى أن لا بد من إجابة رغبتهم وإلا فإنهم لا يرجعون عما هم فيه ولأن الجمعة هي التي تجمعهم، فبنوا مسجد جمعة منذ عامين وأقاموا فيه درارا (?) ومدرسا قام فيهم بالوعظ والإرشاد والدروس العلمية النافعة فحصلت النتيجة والحمد لله، فقام بعض من يبغونها عوجا ويودون لو يبقى هذا العرش المسكين في غفلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015