اثار ابن باديس (صفحة 175)

ووصف القرآن بأنه مبين. وفي آيات أخرى وصف القرآن بأنه نور بقوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا (?)} ووصف الرسول بأنه مبين كقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (?)}.

وهذا ليبين لنا الله- تعالى- أن إظهار النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيانه وإظهار القرآن وبيانه واحد، ولقد صدقت عائشة - رضي الله عنها - لما سئلت عن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (كان خلقه القرآن) (?).

إستفادة:

نستفيد من هذا: أولاً- أن السنة النبوية والقرآن لا يتعارضان ولهذا يرد خبر الواحد إذا خالف القطعي من القرآن. وثانياً- أن فقه القرآن يتوقف على فقه حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته وفقه حياته - صلى الله عليه وسلم - يتوقف على فقه القرآن، وفقه الإسلام يتوقف على فقههما.

إقتداء:

هذا نبينا - صلى الله عليه وسلم - نور وبيان، وهذا كتابنا نور وبيان، فالمسلم المؤمن بهما المتبع لهما له حظه من هذا النور وهذا البيان، فهو على ما يسر له من العلم- ولو ضئيلاً- يبينه وينشره، يعرف به الجاهل ويرشد به الضال وهو بذلك وبعمله الصالح كالنور يشع على من حوله وتتسع دائرة إشعاعه وتضيق بحسب ما عنده من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015