((كان لقصة بناء الكعبة التي نشرناها بالجزء الماضي بمناسبة أشهر الحج أحسن موقع عند القراء، فرأينا أن نتبعها بقصة من نوعها لمثل مناسبتها، هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود، الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت العظيم في هذا العهد، ومد تعالى بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص عن ربوع الحجاز أرض الحرمين الشريفين. وأن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير.
كتب هذه المقالة التاريخية كاتب شهير في عالم الصحافة الألمانية، وهو الأستاذ ليوبولد وايس ألماني، أسلم منذ أعوام وتسمى باسم محمد أسد الله، وهو الآن يقيم بالحجاز، ونشرتها له جريدة ((الشورى)) الغراء فنقلناها عنها)).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أدعو ملك العرب صديقي، وإن كان ملكا وكنت مجرد صحافي، وليس سبب ذلك أنه مثلا أطلعني على مكنون فؤاده، فهذا ما لا يفعله قط، وليس سببه أيضا أنه أراني قلبا كريما وأبدى نحوي وداً صحيحا في مدى العامين الذين قضيتهما في بلاد العرب، واللذين لم يخلوا من ألم، فإنه يبدي العطف والود نحو الجميع، فليفهم القارىء ما أقوله تمام الفهم، فإني لا أزعم إن عبد العزيز بن السعود يدعوني صديقه، ولكني أعده صديقي، ويغريني بذلك أمر بسيط وهو طيبة الرجل، ولست أقصد أنه طيب القلب فهذا شيء رخيص، ولكنه يوصف بالطيبة