على حادث مسجد قنزات
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قسنطينة 24 أكتوبر سنة 1937م
سيدي الوالي العام.
سيدي عامل عمالة قسنطينة.
أتشرف بتقديمي لكم احتجاجي الصارم على ما ارتكبه بعض الجندرمة وأعوان الحكومة من انتهاك حرمة مسجد قنزات (?)، وهاكم تفاصيل الحادث كما وقع بغير زيادة ولا نقصان.
يوم الجمعة 22 أكتوبر بينما كان أحد الشبان المثقفين، الشيخ الفضيل الورتلاني يفسر آية من آيات كتاب الله أمام جم غفير من مسلمي القرية المذكورة إذ دخل عليهم في المسجد أعوان السلطة بدون استئذان ولا مراعاة لما توجبه قواعد النظام على من يريد دخول المعابد على اختلاف أنواعها، كفاكم أنهم لم يتنازلوا حتى لخلع نعالهم.
ولما أبدى لهم إمام المسجد ملاحظة لطيفة على هذا الصنيع المزري أجابوه بأن لهم أن يفعلوا ما شاءوا فعله وأسمعوه من بذيء القول ما جرح عواطفه ومس بشرفه.
في أملي أن مجرد إخباركم بهذا الاعتداء على الآداب العامة يكفي لاستصدار ما يلزم من أوامركم العادلة بزجر مقترفي هذا العمل الشنيع لكيلا تتكرر أمثاله.
وتقبلوا سيدي فائق احترامي (?).
رئيس جمعية العلماء المسلمين
عبد الحميد بن باديس