ضد اعتداء النائب المالي غراب وافترائه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كثر على هذا الرجل مع جهله باللغتين أن يتعرض لجمعية علمية كبرى فيتقول عليها بجمل لا يفهم معناها ومفردات ما جرت على لسانه من قبل- مثلما في خطابه ضد الجمعية الذي نشرناه بالعدد السابق- لولا أنه اعتاد أن يوحى إليه بالأمر فيجريه على لسانه، ويكتب له الكتاب فينسبه إلى نفسه. ولكنه ليس بكثير عليه ولا غريب عنه ولا بعيد عنه أن ينطوي قلبه على البغض والكيد للعلم والعلماء، فيغتنم فرصة اجتماع المستدعين لملاقاة الوالي العام في إدارة الأمور الأهلية فيلقي ما لقي إليه ويتحمل مسؤوليته بعد نشره، لأنه على مقتضى هواه من بغض العلم وأهله والسعي في إلحاق الشر والأذى بهم. ولولا اسم النيابة الذي يحمله- والله يعلم كيف كان حمله- والمجمع الحافل الذي نفث سمومه فيه، والإدارة الرسمية التي كان يلقي خطابه فيها لما بالت به الجمعية ولا أعارت كلامه أدنى التفات، ولكن مراعاة لهذه الوجوه فالجمعية ترفع احتجاجاتها لدى الأمة ولدى ممثل الحكومة الذي ألْقِيَ هذا الخطاب في حضرته.
أيتها الأمة الجزائرية المسلمة!
قد دعاك العلماء إلى العلم واحترام العلم واتباع العلم لما دعاك أضدادهم إلى الجهل وما يجر إليه الجهل، قد دعاك العلماء إلى التفكير في الدنيا والآخرة لما دعاك أضدادهم إلى الجمود والخمول في الدنيا والدين،