اليأس بعد الرجاء
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أحدث المنشور الأول الذي أذاعه صاحب هذه المجلة الأثر الكبير الفعال في النفوس، ذلك لأنه صادف هوى في قلوب الأمة وعبَّر عن إحساسها وشعورها، وترجم عن عاطفتها التي طلقت الأمل في عدالة فرنسا السريعة، وركنت إلى جانب اليأس من ذلك.
ولقد لبت اللجنة التنفيذية للمؤتمر ذلك النداء، وقررت عقد اجتماعا يوم 29 أوت 1937م للنظر في الحالة الجديدة التي هي وليدة جمود حكومة باريس عن مباشرة إصلاح أو قبول أي مطلب ووليدة العبث الجديد الذي رفعنا عقيرتنا بالاحتجاج العنيف عنه، ألا وهو تشكيل لجنة "فرنوت" وجعل القضية الجزائرية وأبحاث لجنة "لافروزيلبار" من جملة أعمالها، وتحديد مدة أشغالها بعام ونصف عام ثم اشتداد وطأة الحيف والجور على أهل القطر الجزائري، واشتداد الأزمة بصفة خانقه.
ولقد كان صاحب هذه المجلة- ولا يزال- يرى أنه لا يحق للأمة أن تستمر على السياسة القديمة سياسة المطالبة والانتظار، إذ قد ظهرت النوايا جلية واضحة، وتحقق الناس أجمعون أن وعود هذه الحكومة كوعود الحكومة السالفة، إنما هي من فصيلة الوعود التي أمطرت القطر الجزائري منذ أيام الإمبراطورية إلى الآن: وعود هي السراب بعينه.
ومن أجل ذلك، ورغبة في تنوير الأذهان وتوجيه آراء اللجنة التنفيذية نحو السياسة الوحيدة التي نرى أنها ربما أحدثت الأثر